ثم ذكر الشارح رحمه الله أظهر وأقوى الأدلة للقائلين بالاستثناء مع تحقق الإيمان، وهو قول الله تبارك وتعالى: ((
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ))[الفتح:27]، ووجه الاستدلال معروف وهو: أن الله سبحانه وتعالى أخبر بدخولهم، وهو تبارك وتعالى يعلم ذلك؛ لأنه يعلم ما كان، وما سيكون، وقد كتبه، فقوله تعالى: (إِنْ شَاءَ اللَّهُ) مع هذا لا يعني نفي وقوع ذلك والاستدراك عليه؛ فيجوز إذاً الاستثناء من الأمر المحقق. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.